صيغتا التعجب في اللغة العربية
التعجبُ استعظام فعل فاعل ظاهر المزية، وله أسلوبان:
• الأول.. سماعي: ويكون بألفاظ كثيرة:
مثال: لله درُّهُ فارساً! والله أنت! ويا لك مِنْ رجلٍ!..إلخ.
وكل ذلك إنما يفهم من قرينة الكلام، لا بأصل الوضع.
• الثاني.. قياسيٌّ: فإذا أراد امرؤٌ أن يعبر عن إعجابه
بصفة لشيءٍ ما بصيغته القياسية الموضوعة للتعجب،
اشتق من مصدر هذه الصفة إحدى هاتين الصيغتين:
ما أفْعَله، وأفْعِلْ به، فتقول متعجباً من حُسن خط
رفيقك:ما أحسن خطَّه، أحْسِن بخطه، فتأتي بالمتعجب
منه منصوباً بعد الفعل الأول، ومجروراً بالباء الزائدة
وجوباً بعد الفعل الثاني.
شروط اشتقاق صيغتي التعجب..
لا يشتقان إلا مما توفرت فيه سبعة الشروط الآتية،
وهي أن يكون الفعل:
1- ثلاثياً 2- تاماً 3- متصرفاً 4- قابلاً للتفاوت 5- مبنياً
للمعلوم 6- مثبتاً غير منفي 7- صفته المشبهة على غير
وزن (أفْعَل)، مثال: ما أصدق أخاك.
فإن نقص في الفعل شرط من هذه الشروط توصلت
إلى التعجب بذكر مصدره بعد صيغة تعجب مستوفية
للشروط:
- فكلمة (إنسان) ليست فعلاً ثلاثياً.
- و (كان) فعل غير تام.
- و(الموت) غير قابل للتفاوت.
- والفعل (هُزِمَ) مبني للمجهول.
- و(الخضرة) الصفة المشبهة منها على وزن (أفْعل).
فإن أردت التعجب مما سبق كله قلت مثلا:
ما ألطف إنسانيته، ما أحلى كونك راضياً، ما أسرع
موتَ المولود، ما أشدّ هزيمة خصمك، ما أنضر خضرة
الزرع.
أحكام عامة:
1- لا يبدي الإنسان إعجابه بشيء لا يعرفه، لذلك لابدّ
في التعجب منه أن يكون:
_ معرفة، مثال: ما أكرمَ خالداً.
– أو نكرة مختصة، مثال: أكرمْ برجلٍ ينفع الناس.
2- صيغتا التعجب فعلان جامدان فلا يتقدم عليهما
معمولهما، أي المفعول به في الصيغة الأولى، والجار
والمجرور في الصيغة الثانية.
معمولهما، أي المفعول به في الصيغة الأولى، والجار
والمجرور في الصيغة الثانية.
إعراب صيغتي التعجب..
1- (ما أفْعَلهُ)، مثال: ما أجْمَلَ الرَّبيْعَ.
ما: نكرة تامة بمعنى (شيء) مبنية على السكون في
محل رفع مبتدأ.
أجملَ: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على
الفتح الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره
(هو) يعود إلى (ما).
وجملة [أجمل] فعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
الربيعَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
على آخره.
2- (أفعِلْ به)، مثال: أجْمِلْ بالرَّبيْعِ.
أجمل: فعل ماض جامد جاء على صورة الأمر لإنشاء
التعجب، مبني على السكون الظاهر على آخره.
بالربيع: الباء حرف جر زائد، و(الربيع) اسم مجرور
لفظاً مرفوع تقديراً على أنه فاعل لفعل التعجب(أجمل).